إن أول ما سيتبادرإلى ذهننا إذا ما تخيلنا نظامنا الشمسي , هو نجمنا الشمس الثابت و المسيطر على بقية المجموعة التي تتألف من كواكب تدور في حلقات حول ذلك النجم الضخم , هذه الصورة بالطبع تجعل الأمور سهلة للفهم , ولكنها غير دقيقة عملياً , فلنأخذ كوكب المشتري كمثال , وهو أكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية , هو في الحقيقة لا يدور حول الشمس
قد تكون تلك الحقيقة صادمة للبعض , ولكنه في الحقيقة يدور حول بقعة في الفضاء الفارغ الفاصل بينه وبين الشمس والذي يُطلق عليها barycenter ( وهو نقطة تمثل مركز الثقل لجسمين يدوران حول بعضهما البعض ) تلك النقطة لا تقع داخل الشمس , وانما هي نقطة في الفضاء فوق سطح الشمس .
دعونا نوضح الأمر أكثر :
عندما يدور جسم صغير حول جسم أكبر , لا يتحرك الجسم الأصغر في مسار دائري مثالي حول الجسم صاحب الكتلة الأكبر , بل يدور الجسمان معاً حول نقطة تمثل مركز ثقل مشترك .
وفي الحالات التي نألفها كدوران الأرض حول الشمس , فإن مركز الثقل بين الأرض والشمس يقع بالقرب من مركز الجسم الأكبر وهو الشمس , بحيث يكون تأثير تلك الظاهرة لا يُذكر نظرا لصغر حجم الأرض , حيث يبدو وكأن الأرض تسير في مسار دائري حول الشمس التي تبدو وكأنها لا تتحرك نهائياً .
نفس الحقيقة تبقى ممثالة عندما تدور معظم الكواكب حول الشمس. فالشمس أكبر بكثير من الأرض ، أو الزهرة ، أو عطارد ، أو حتى زحل , حيث تكمن مراكز ثقلها في عمق النجم نفسه .
ولكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لكوكب المشتري
فهذا العملاق الغازي حجمه كبير جداً لدرجة أن مركز الثقل بينه وبين الشمس يقع على بعد 1,07 نصف قطر شمسي إذا ما قيس من مركز الشمس , وإذا تم قياسه من فوق سطح الشمس فسيساوي 7% من نصف قطر الشمس و ويدور كل من المشتري والشمس حول هذه النقطة في الفضاء .
تعليقات: 0
إرسال تعليق